حفظ الاربعون النوويه...(2)
صفحة 1 من اصل 1
حفظ الاربعون النوويه...(2)
نظرة لصاحب الاربعين النووية : الإمام النووي
ولماذا سميت بهذا الاسم
؟
********************
السنة النبوية لاشك أنها ذات أهمية كبرى في حياة الناس، ومن أهم نقاط اهميتها أن السنة النبوية هي التفسير العملي للقرآن،السنة وهي التطبيق الواقعي على الأرض لكتاب الله سبحانه وتعالى، هل نجد في القرآن عدد الصلوات؟ هل نجد عدد الركعات؟ هل نجد أنصبة الزكاة، هل نجد تفصيل أحكام الصيام؟هل نجد تفصيل أحكام الحج والعمرة؟ وقس على ذلك سائر التشريع، فالسنة إذًا جاءت مفسرة ومبينة ومفصلة لما جاء في كتاب الله
عزّ وجلّ، هذا الأمر الأول لأهميةالسنة..
الأمر الثاني : أنه لا يمكن فهم القرآن الكريم إلا بالسنة النبوية، فلا يمكن أن نفهم كثير من أحكام القرآن أو من تشريعات الله سبحانه وتعالى في كتابه عزّ وجلّ إلا من خلال السنة النبوية لذلك جاء الحث الكبير في القرآن وفي السنة على تعلم السنة، ومن ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( نضر الله امرءًا سمع مقالاتي فوعاها، فأداها كما سمعها، فرُب مُبلَّغ أوعى من سامع)، وهذا من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لمن تعلم هذه السنة، يعني يكون صاحب نضارة وصاحب نور في الدنيا وفي الآخرة.
هذه السنة اعتنى بها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ وجود رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعده عليه الصلاة والسلام، ثم من بعدهم من الأئمة، وأصبح علم كبير اسمه علم تاريخ السنة، المهم أن السنة دُونت في الكتب،أخذت مسميات مثل السنن، المعاجم، المسانيد، المصنفات، فيها الصحيح وهو كثير، وفيها مادون الصحيح وهو المصطلح عليه بالحسن، وفيه ما هو ضعيف يحتاج إلى ما يُرقيه، وفيها ما هو متروك ومردود، وهو الموضوع
وأصبح هناك ثروة عظيمة وكبيرة جدًا حتى يومنا هذا وقد جمعها العلماء في مؤلفات كثيرة من ضمن هذه المؤلفات في الاحاديث النبويةالشريفة مؤلفات في صنف معين، إما المؤلفات في الأحكام، المؤلفات في الترغيب والترهيب، مؤلفات في موضوعٍ خاص، فمن ضمن هذه المؤلفات من اصطلح عليه أهل العلم بتأليف الأربعينيّات، هذه الأربعينيّات بعض أهل العلم يستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم (من حفظ على أمتي أربعين حديثًا من أمر دينها بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء)،
هذا الحديث ضعيف باتفاق الأئمة، لكن استأنس كثيرٌ من أهل العلم به فصاروا يؤلفون الأربعين،
أما الإمام النووي يقول : لا،أنا ما ألفت هذه الأربعين بناءً على هذا الحديث، وإنما بناء على الحديث التالي وهوقوله عليه الصلاة والسلام ( نضرالله امرءًا سمع مقالاتي فوعاها فأداها كما سمعها، فرُب مُبلَّغ أوعى من سامع ) كل حديث من هذه الأحاديث الاربعين يمثل قاعدة كبيرةٌ كلية من الكليات الكبرى لديننا.
""لماذا سميت بهذا الاسم ؟؟وكم عدد الاحاديث الوارد بها؟؟""
أول هذه الأحاديث كان بدأها الإمام أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله، ووصل إلى نحو عشرين أو واحد وعشرين أو اثنين وعشرين حديثًا، نظر فيها الإمام النووي، وقد وجد أنها فعلا تمثل كليات في الدين فأخذها، ثم زادها إلى اثنين وأربعين حديثًا، فسُميت الأربعين النووية، والنووية نسبةً إليه رحمه الله تعالى.
فهوالإمام محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف النووي الشافعي رحمه الله، وُلد سنة ستمائة وواحد وثلاثين للهجرة، الإمام النووي رحمه الله كان والده يشتغل بالبيع والشراء فيأخذه وهو صبي معه في هذه الدكان، وكان يتضايق رحمه الله وكان يراجع محفوظاته، يراجع القرآن الكريم وهو صغير قبل السابعة، فيراجع ما حفظ، يخرج من بيته ويوجد -كما هو المعتاد- صبيان يلعبون، فلا يلعب معهم، وإذا أُلزم بهذا اللعب تضايق تضايقًا شديدًا؛ ولذلك اتجه لحلق العلم، فدرس على كبار زمانه، وبعد حفظ القرآن درس أمهات كتب السنة وقرأها، حتى برع وهو صغير، برع في هذا
العلم وهو صغير.
اشتهر رحمه الله بالزهد، فكان لا يقيم يومه وليلته إلا بشيءٍ من الخبز يغطه في الماء،فقط ، ويقيم حياته على ذلك، ويتفرغ تفرغًا لطلب العلم، لذلك برع في الحديث، وشرح صحيح الإمام مسلم، والأربعين النووية، وبرع في الفقه، وألف روضة الطالبين في الفقه الشافعي، وبدأ المجموع، وهو من أوسع كتب الفقه، لكن لم يتمه رحمه الله، برع في الجرح والتعديل، ألف كتاب تهذيب الأسماء واللغات وفي الرجال عمومًا، فبرع رحمه الله في التآليف، ومن كتب الحديث المشهورة الكتاب الذي نسمع قراءته في كل مسجد تقريبًا وهو كتاب رياض الصالحين.
أيضًا رحمه الله اشتهر مع الزهد والعلم بالعبادة والغيرة على دين الله عزّ وجلّ حتى اشتهر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تُوف يرحمه الله وهو صغير عمره لا يتجاوز ثلاث وأربعين سنة، ومع ذلك أخذ لقب الإمامة،فيُقال الإمام النووي، وهذا نتيجة لما
ملأ شبابه في القراءة والبحث والاطلاع والاستماع والتلقي عن
أهل العلم..
هذا هو الإمام النووي، وهذه هي الأربعون النووية التي نالت اهتمام أهل العلم من بعد الإمام النووي رحمه الله، حتى شرحها
عددٌ من أهل العلم، من أوسع الشروحات لهذه الأربعين شرح
الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله في كتابه المشهور "جامع العلوم والحكم"، وشرحها كذلك ابن دقيق العيد، وهومن أئمة الشافعية الكبار في شرحٍ موجز، والإمام النووي نفسه علق عليها بعض التعليقات الخفيفة، ولازالت تُشرح إلى اليوم، وذلك لما تحتويه هذه الأحاديث الأربعين من كليات الدين المهمة التي يحتاجها طالب العلم.
المحبة لله- عدد المساهمات : 55
تاريخ التسجيل : 24/11/2011
الموقع : www.tvquran.com
مواضيع مماثلة
» حفظ الاربعون النوويه ...(1)
» حفظ الاربعون النووية ...(3)
» حفظ الاربعون النووية ...(4)
» حفظ الاربعون النووية ...(5)
» الحديث الثاني للاربعين النوويه
» حفظ الاربعون النووية ...(3)
» حفظ الاربعون النووية ...(4)
» حفظ الاربعون النووية ...(5)
» الحديث الثاني للاربعين النوويه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى